في واحدة من الكتب التي قرأتها عن تطوير الذات تطرق الدكتور شهاب الدين الهواري عن موضوع لتحسين علاقتك وتواصلك مع الناس و ألهمني جداً ما ذكره في هذه الجزئية و تحديداً السؤال الذي طرحه، كيف يكون تواصلك فعالاً؟

أغلبنا يعرف ما هي أركان التواصل وإن لم تكن مألوفة لديك فهي التالية:

المرسل: الشخص الذي يريد إيصال رسالة.

الرسالة: المحتوى الذي يريد المرسل أن يرسله.

المتلقي: الشخص الذي يستقبل الرسالة.

الناقل: الطريقة التي قمنا بإيصال الرسالة من خلالها. 

في تواصلنا يومي نستخدم هذه الأركان بشكل غير واعي وبطرق مختلفة مثلاً اتصل (أنا المرسل) على صديقتي (المتلقي) لدعوتها على العشاء في منزلي الاسبوع القادم (الرسالة) عن طريق الهاتف (الناقل). ولكن هذا المثال بسيط و طبيعي نمارسه بكل سهولة وأريحية، لكن ماذا لو كانت عملية التواصل المرجوة تخص موضوع حساس أو موضوع جدي جداً هل من الممكن أن يكون بهذه البساطة؟

في أغلب الأحيان إن لم نكن واعين بالطريقة التي نستخدم بها هذه الأركان فإن التواصل قد يفشل فشل ذريع مع إننا استخدمنا نفس الأركان، على سبيل المثال سمعت من أحدهم أن زميلي في العمل قام بتسليم مشروع نعمل به معاناً بدون أن يريني الشكل النهائي للمشروع فأقوم بإرسال رسالة عن طريق البريد الالكتروني لزميلي بلهجة حادة جداً لأنني في هذه اللحظة كنت مُستفَزة منه 

وأضع بعض الزملاء أو حتى المدير في نفس الإيميل. هنا قمت باستخدام الأركان كاملة ولكن للأسف لم أتواصل بشكل فعال.

الان لنجيب عن السؤال: كيف يكون التواصل فعال؟

لكل ركن من التواصل خصائص كفيلة بأن تجعل هذه العملية ناجحة لنفصل كلاً منها على حدىً:

المرسل: هل سألت نفسك يوماً ما ( لماذا يفهمني الناس بشكل خطأ؟) إذاً يؤسفني أن أخبرك أن المشكلة هنا تكمن فيك ياعزيزي لأن أهم خطوة هي أن تعرف نفسك جيداً ومعرفة نمط تفكيرك والأحكام التي تصدرها هذه المعرفة أو المراقبة سوف تساعدك للإجابة على هذا السؤال، إذا أنت لست مجرد شخص يرسل رسالة أنت شخص مليئ بالمشاعر والتعقيدات الفكرية التي تؤثر في نوع وشكل الرسالة التي تقوم بإرسالها فكن على دراية بنفسك أولاً لتتمكن من صياغة رسالة مناسبة.

الرسالة: قسم عالم النفس مارشل روزنبرق التواصل إلى (التواصل الرحيم و التواصل العنيف) ويساعدنا هذا التقسيم في بناء الرسالة،  في المثال السابق كانت الرسالة حادة اللهجة وغاضبة إذاً كان تواصل عنيف والطريقة الصحيحة هنا هي استخدام التواصل الرحيم بمعنى أن تكون الرسالة مبنية على الحيادية وطرح المشاعر والأفكار بشكل لا يميل إلى توضيح فكرة متعصبة لجهة معينة بل المشهد ككل ليستطيع المتلقي الاستجابة بشكل بعيد عن الدفاع عن النفس أو الدخول في جدل. طبعاً هذا النوع من التواصل قد يكون صعب على الكثيرين وأنا من ضمنهم لأننا قد نميل للهجوم في مواقف معينة ولكن التدريب يصنع المعجزات.

المتلقي: يجب علينا تبني منظور المتلقي ومراعاة شخصيته أو الظروف التي يمر بها لإيصال الرسالة بالشكل والطريقة الصحيحة. 

الناقل: أو مايعرف ببيئة التفاعل يجب أن يتم اختيارها بعناية حيث أنها تؤثر على محتوى الرسالة أو على المتلقي. فكن شديد الحرص أثناء اختيارك للناقل فعلى سبيل المثال قد لا تكون فكرة إرسال رسالة في برامج التواصل الاجتماعي لطلابك عن معلومات مهمة للاختيار النهائي فكرة جيدة بل يجب الاعتماد على ناقل رسمي وأكثر كفاءة كالإيميل أو أثناء المحاضرة في القاعة.

ضع في الحسبان أن التواصل الفعال عملية مركبة وتحتاج العديد من المهارات، إتقان التواصل هو ما سوف يميزك للوصول لشخصية ذات قدرات عالية في التواصل و يجعل الجميع يرغب بالاستماع لك دائماً وبما أنك الآن على دراية بهذه العناصر فكل الذي تحتاج إليه هو التدريب والتدريب والتدريب للوصول للإتقان.