فرصة مختلفة وجديدة دقت جرس باب حياتي المهنية وحسيت أن تغيير طبيعة العمل واكتشاف جوانب جديدة فرصة لتطوير نفسي وأدائي وطبعاً المقابل المادي يلعب دور مهم. وبعد تفكير واستشارة واستخارة قررت أني أقدم على هذه الفرصة وحتى اني شفتها فرصة ذهبية ماتتكرر. 

وفعلا بديت عملي الجديد والحماس لأعلى درجة لاستكشاف عوالم جديدة والتعلم و السطوع في مجال مختلف. ولكن في غضون شهور بسيطة كل شي انقلب والفرصة الي شفتها قبل كذا لا تعوض أصبحت تحاصرني بشكل يومي بدأت بوعود وانتهى بي الحال في شي ما يشبهني ونجي للصدمة الأكبر في يوم وليلة قرروا الاستغناء عني بدون مقدمات ولا أي تبرير ولا حتى في رد على أسئلتي و تساؤلاتي وبكل بساطة انتهت قصة توقعت أنها راح تاخذني لعالم ثاني.

وقتها أول شيء خطر في بالي ورددته كثير أنها أكيد خيرة الله لي حتى وإن لم تكن واضحة الأسباب لي. ولكن في النهاية نحن بشر فطبيعي جداً إننا نحس بالضيق وعلامات الاستفهام تملئ سماء أفكارنا بالذات إذا مالقينا إجابة على هذه التساؤلات. وعدت الأيام والشهور وتأتيني إجابة تساؤلاتي في مناسبة حضرتها وشفت بعيني كيف أن هذا العمل وبهذه الآلية كان راح يأثر على كل الأحلام والطموح الأكبر الي كنت أطمح لها.

 يا الله ايش حيكون شعوري لو كنت كملت في مجال وبأداء لا أرى أنه يمثلني بالعكس كمان راح يحدني عن كل شي كنت أطمح له، وهنا كانت لحظة تجلي الخيرة بشكل ملموس في هذا الموقف الي حصل معي.

طيب لو ما عرفت وين الخيرة لي في موضوع ماصار وكنت فعلاً متحمس له؟

هذا السؤال ممكن ينسأل بينك وبين نفسك كثير في مواقف مختلفة سواء في العمل أو حياتك الاجتماعية أو غيره. والإجابة بكل بساطة إن ما كان لسبب واضح لك الان إما راح يبان في المستقبل أو أنه لدفع بلاء أو أن الخيرة في شيء ماتتوقعه راح يسير معك بعد كذا. الإيمان بكرم الله ورحمته بنا راح تخليك تستشعر منظور الخيرة من قلبك. 

رسالتي لك اليوم بعيدة عن مهارات التواصل مع الناس إنما هي عن مهارة أهم وهي التواصل مع نفسك.

خليك رحيم بنفسك و تعاطف معاها أكثر و تقبل أن الحياة راح تاخذ زي ماراح تعطي و أخيراًِ أن خيرة الله هي أجمل مايمكن أن يحدث لك حتى وإن كانت غير مفهومة الآن.